أصل الأسرة وتاريخها
مشاهير وأعلام الأسرة
مخطوطات و مستندات
الخط الزمني لآل الأتاسي
كتب و مراجع ذكرت آل الأتاسي
مساجد ارتبطت بآل الأتاسي
مسجد آل الأتاسي الجديد
أشعار
مجلس الأسرة الأتاسية
مكتبة الصور
شجرة العائلة
مواقع ذكرت آل الأتاسي
أخبار العائلة
منتدى آل الأتاسي
مدينة حمص
مواقع جديرة بالزيارة
مسؤولوا الموقع

صفحة جديدة 1

مسند حمص: العلامة المحدث السيد عبدالساتر أفندي ابن الشيخ العلامة محمد أمين أفندي الأتاسي:

محدّث الديار الحمصية

1255-1327 هجرية = 1839-1910م

 

صاحب الفضيلة الشيخ الشريف العلامة عبدالساتر بن الشيخ العلامة أمين الأتاسي، محدث زمانه، وشيخ أهل أوانه، عالم حمص الشهير، ومسندها القدير، بدر الليالي، علم المعالي، بركة الأنام، المقدم على كل مقدام، فرع الشجرة الزكية، وطراز العصابة الهاشمية، من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السما، فلا بدع أن أصابه المجد إذ عاينه ورمى.  ولد بحمص عام 1255 من الهجرة (1839م)[1]، وأخذ العلم عن والده وأعمامه العلماء، الذين كانوا في مضارب المعارف كبراء، ونزل دمشق الشام، فتلقى عن أجلة أعلامها الأعلام، وعاد إلى حمص المحمية، يريد الإفادة بربوعها السنية، وينشر لواء العلوم، ويتصدر براياته أقمار العلم والنجوم، وجلس للتدريس، فشهد بتفوقه كل جليس، وأقر له بالفضل كل أنيس، فإذا حدّث فعن البحر إن ماج فحدث ولا حرج، بل عن اللؤلؤ إذا من أصدافه خرج، قد استقام له من العلم أصنافه، فأكمل ما بدأه أجداده وأسلافه، وأصبح حلقة للعلم واصلة، على يده رشفات المعرفة حاصلة، وصار يُقصد لمنح الإجازات، يعطيها لذوي الكفاءات، فنهل من معينه كثيرون، منهم أبناؤه الأعلام، وغيرهم من أرباب الأدب والأقلام.

 

الأتاسي مسندا لمدينة حمص، مشايخه وبعض مسلسلاته:

درس رحمه الله في أول أمره على علماء حمص الاعلام، وأجلهم والده السيد محمد أمين الأتاسي أمين الفتوى بالديار الحمصية، فأخذ عنه العلوم النقلية والفقه وروى بسنده الحديث، وقد وجدنا بخط يده يروي أسانيد عدة بواسطة والده عن جده عالم حمص ومفتيها العلامة عبدالستار الأتاسي عن الشيخ محمد الكزبري محدث الشام، منها:

 

سنده في رواية البخاري: فهو يرويه عن والده السيد العلامة محمد أمين الأتاسي الذي يرويه عن والده السيد عبدالستار أفندي الأتاسي مفتي حمص وعالمها عن محدث الشام ومسندها وعالمها وأوحدها الشيخ الإمام البركة المعمر الشيخ محمد بن الشيخ عبدالرحمن الكزبري سماعة وقراءة لطرفيه في درسه العام في الجامع الأموي عن والده الشيخ عبدالرحمن الكزبري عن الإمام العارف بالله تعالى الشيخ عبدالغني النابلسي عن الشيخ عبدالباقي الحنبلي عن الشيخ المعمر نحو مائة وثلاثين سنة العلامة عبدالرحمن البهوتي الحنبلي عن الشيخ جمال الدين يوسف بن القاضي زكريا وعن الشمس محمد العلقمي، فالأول عن والده القاضي زكريا والثاني عن الشهاب أحمد بن محمد القسطلاني شارح البخاري عن نجم الدين عمر بن محمد المكي الهاشمي وهو والقاضي زكريا عن الحافظ إمام الصنعة أبي الفضل أحمد بن علي بن أحمد العسقلاني عن أبي اسحاق ابراهيم بن أحمد بن عبدالواحد التنوخي البعلي الأصل الدمشقي المنشا المعروف بالبرهان الشامي عن المسند المعمر أحمد بن أبي طالب الصالحي الحجار سماعا عليه لجميعه عن الشيخ صالح سراج الدين أبي عبدالله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى الربعي الزبيدي الأصل البغدادي الدار والوفاة سماعا منه عن الشيخ عبدالأول بن عيسى السنجري الهروي الصوفي قدس الله سره سماعا منه عن الشيخ أبي الحسن عبدالرحمن المظفر الدوادي سماعا منه عن أبي محمد عبدالله بن أحمد ابن حمَُّويَه السرخسي سماعا عن أبي عبدالله محمد بن يوسف الفربري سماعا عن مؤلفه أمير المؤمنين في الحديث أحد سلاطين اإسلام الإمام المجتهد أبي عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري.

 

وسند آخر في رواية البخاري: يرويه  أيضا عن والده السيد العلامة محمد أمين الأتاسي عن جده السيد عبدالستار أفندي الأتاسي مفتي حمص وعالمها عن شيخه المحدث الأثري الشيخ محمد الكزبري عن والده الشيخ عبدالرحمن الكزبري عن الشيخ محمد بن أحمد عقيلة المكي عن ابي الأسرار الحسن بن علي العجيمي عن الشيخ المعمر أبي الوفا أحمد بن محمد العجل عن الإمام يحيى بن مكرم الطبري عن جده الإمام محب الدين محمد بن محمد الطبري قال أخبرنا البرهان ابراهيم ابن محمد بن صديق الدمشقي بإجازته عن الشيخ عبدالرحمن بن عبدالأول الفرغاني -وكان عمره مائة وأربعين سنة وهو ممن يجتمع بالخضر- وأجاز عموما سنة عشرين وسبعمائة وقد قرأ صحيح البخاري على أبي عبدالرحمن محمد بن شاذبخت الفرغاني عن الشيخ المعمر أبي لقمان يحيى بن عمار الختلاني -وكان عمره مائة وثلاثة وأربعين سنة وكان أحد الأبدال- بسماعه لجميعه عن أبي عبدالله محمد بن يوسف الفربري عن مؤلفه أبي عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري.

 

سند في رواية مؤلفات النووي: يرويها عن والده السيد العلامة محمد أمين الأتاسي الذي يرويه عن والده السيد عبدالستار أفندي الأتاسي مفتي حمص وعالمها عن المحدث الأثري الشيخ محمد الكزبري الدمشقي عن والده الشيخ عبدالرحمن الكزبري وعن الشيخ علي الكزبري عن شيخهما العارف بالله تعالى المسند محمد بن أحمد عقيلة المكي عن أبي الأسرار الحسن بن علي العجيمي عن النجم محمد الغزي لدمشقي عن والده البدر محمد عن الحافظ جلال الدين السيوطي عن شيخ الإسلام علم الدين البلقيني عن أبي اسحق التنوخي عن الشيخ علاء الدين علي بن ابراهيم العطار قال أخبرنا بها مؤلفها الإمام الرباني أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي.

 

سنده في الحديث المسلسل بالأئمة الدمشقيين:  وهو الحديث المشهور، يرويه عن والده السيد العلامة محمد أمين الأتاسي عن والده السيد عبدالستار أفندي الأتاسي عن شيخه في الأصول والحديث والعلوم العقلية الشيخ محمد الكزبري قال الشيخ محمد المذكور حدثني به غير واحد من مشايخي منهم الوالد والشهاب المنيني الدمشقيان قالا أخبرنا به الشيخ أبو المواهب محمد البعلي الدمشقي قال حدثني به والدي الشيخ عبدالباقي البعلي الدمشقي قال حدثنا به محمد شمس الدين الميداني الدمشقي قال ثنا به أبو البقاء كمال الدين محمد بن حمزة الحسيني الدمشقي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبدالهادي الشهير بالحافظ الدمشقي قال حدثنا الصلاح محمد بن شيخ الإسلام أبي عمر أحمد الصالحي الدمشقي قال حدثنا أبو الحسن علي ابن أحمد فخر الدين الصالحي الدمشقي المعروف بابن البخاري قال حدثنا عمي محمد بن عبدالله ضياء الدين المقدسي الدمشقي قال حدثنا ابو المجد الفضل بن الحسين البانياسي الدمشقي قال حدثنا أبو القاسم المؤذن الدمشقي قال حدثنا أبوبكر عبدالرحمن بن القاسم الهاشمي الدمشقي قال حدثنا أبو مُسهِر عبدالأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي قال حدثنا سعيد بن عبدالعزيز الدمشقي قال حدثنا ربيعة بن يزيد الدمشقي قال حدثنا أبو ادريس عائذالله بن عبدالله الخولاني الدمشقي قال حدثنا أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه وهو قد دخل دمشق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى قال: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا..." إلى آخر الحدي الشريف[2].

 

وفي هذا يقول المترجم رحمه الله في بعض المخطوطات: "وأروي الحديث المسلسل بالأئمة الدمشقيين بسندي إلى الشيخ محمد المذكور (يعني الشمس الكزبري) وأقول أن أشياخي المتقدمين أيضا دمشقيون حتى أن سيدي الوالد سكن دمشق وقرأ بها على الشيخ محمد عابدين وشيخه الشيخ سعيد الحلبي وعلى الشيخ عبداللطيف مفتي بيروت، وأن جدي أيضا أقام وسكن دمشق مدة مديدة وكان شيخه في العلوم العقلية والأصول والحديث الشيخ محمد المذكور".  وانظر صورة بعض أسانيده بخط السيد ملحقة بهذه الترجمة.  وهو أيضا يروي ثبت محدث الشام محمد الكزبري "العقود اللآلي في الأسانيد العوالي" بواسطة والده عن جده.

 

وللأتاسي أيضا سند إلى جده السيد عبدالستار الأتاسي مفتي حمص -بواسطة والده-عن الشيخ نجيب القلعي والشيخ شاكر العمري الشهير بالعقاد وغيرهم من أعلام العصر.  وكذلك يروي المترجم بواسطة والده عن العلامة الشيخ سليمان النقشبندي الأروادي[3] بالإجازة الخاصة لوالده السيد أمين الأتاسي (انظر صورتها في نهاية ترجمة السيد أمين)، ويروي عن الأروادي كذلك بالإجازة العامة لأهل عصره الذي كان المترجم منهم. 

 

نزل الأتاسي دمشق الشام كما فعل قبله والده وجده، فقرأ فيها على أعاظم مشايخها، ومنهم العلامة المحدث محمد الجوخدار الدمشقي[4]، قرأ الأتاسي عليه في دمشق الأربعين العجلونية وسمع منه جميع مسلسلات ابن عقيلة، وروى كتاب "الفوائد الجليلة في مسلسلات محمد بن محمد عقيلة" عن شيخه المذكور عن الشيخ سعيد الحلبي شيخ مشايخ دمشق وعن الشيخ عبدالرحمن الكزبري وعن الشيخ هاشم التاجي البعلي وهم عن الشيخ محمد الكزبري عن الشيخ اسماعيل العجلوني عن مؤلفه، رحمهم الله.  وروى أيضا قراءة الفاتحة بسند أقرب مما في ذلك الكتاب عن الشيخ الجوخدار عن الشيخ عبدالرحمن الكزبري عن الشيخ مصطفى الرحمتي عن الشيخ عبدالغني النابلسي عن شمهورشي قاضي الجن عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن أجلة مشايخه بدمشق العلامة المحدث الشريف أحمد مسلم الكزبري[5]، نقيب أشراف دمشق ومدرس قبة النسر بالأموي، درس الأتاسي عليه العلوم الشرعية وروى الحديث بسنده، ومن ذلك كتب الإمام النووي، رواها عن السيد مسلم المذكور عن والده المحدث الأنوري الشيخ عبدالرحمن الكزبري عن والده الشيخ محمد عن والده الشيخ عبدالرحمن الكزبري وعن الشيخ علي الكزبري عن شيخهما العارف بالله تعالى المسند محمد بن أحمد عقيلة المكي عن أبي الأسرار الحسن بن علي العجيمي عن النجم محمد الغزي لدمشقي عن والده البدر محمد عن الحافظ جلال الدين السيوطي عن شيخ الإسلام علم الدين البلقيني عن أبي اسحق التنوخي عن الشيخ علاء الدين علي بن ابراهيم العطار قال أخبرنا بها مؤلفها الإمام الرباني أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي.  ويروي أيضا عن السيد مسلم الكزبري حديث الرحمة المسلسل بالأولية وهو أول حديث سمعه بأولية غير محققة كونها نسبية او حقيقية، قال حدثني به والدي الشيخ عبدالرحمن أفندي الكزبري وهو أول حديث سمعته منه قال حدثني به الشيخ المحدث بدر الدين محمد بن أحمد المقدسي الشهير بابن بدير وهو أول حديث سمعته منه قال حدثني به شيخنا الشيخ مصطفى أبو النصر الدمياطي وهو أول حديث سمعته منه قال حدثني به شيخنا العارف محمد بن أحمد عقيلة وهو أول حديث سمعته منه قال رحمه الله تعالى في مسلسلاته سمعت حديث الرحمة المسلسل بالأولية من الشيخ الناسك أحمد بن محمد الدمياطي وهو أول حديث سمعته منه بحضرة جمع من أهل العلم قال حدثني المعمر محمد بن عبدالعزيز المنوفي وهو أول حديث سمعته قال حدثنا به الشيخ المعمر أبو الخير عمر بن عموي الرشيدي وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا به شيخ الإسلام الشريف زكريا بن محمد الأنصاري وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا به خاتمة الحفاظ الشهاب أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني وهو أول حديث سمعته منه قال أخبرنا به الحافظ أبو الفضل زين الدين عبدالرحيم بن حسين العراقي وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا به الصدر أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي وهو أول حديث سمعته قال حدثنا النجيب أبو الفرج عبداللطيف بن عبدالمعنم الحراني وهو أول حديث سمعته منه قال أخبرنا به الحافظ أبو الفرج عبدالرحمن بن علي الجوزي وهو أول حديث سمعته قال حدثنا به أبو سعيد اسماعيل بن أبي صالح النيسابوري وهو أول حديث سمعته منه قال حدثني به والدي أبو صالح أحمد بن عبدالملك المؤذن وهو أول حديث سمعته قال حدثني به أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد الزيادي وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا به أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى البزاز وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا به عبدالرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا به سفيان بن عيينة وهو أول حديث سمعته منه عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبدالله بن عمرو بن العاص عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن ...إلخ".   

 

ومن مشايخه أيضا الشيخ سعيد افندي اليماني مولى مفتي قبرس، يروي بواسطته عن السيد الشريف سليمان بن محمد بن عبدالرحمن الأهدل الحسيني.  ومنهم كذلك العلامة الشيخ بكري العطار الذي أجازه براوية العلم عام 1286 هـ (انظر صورة الإجازة في ملحق الترجمة).

 

ومن مشايخه أيضا العلامة محمد بن مصطفى بن محمد الطنطاوي[6]، يقول المترجم في نهاية بعض المخطوطات التي نسخها: "إني كنت سمعت حديث الرحمة المسلسل بالأولية من الشيخ محمد الطنطاوي أولية حقيقية في بلده نبط سعيد حين كنت متوجها إلى الحجاز في النصف الأول من شهر ذي القعدة سنة 1294هـ، ثم إنه في سنة 1305 كنت طلبت من الوجيه الكامل السيد عبدالقادر أفندي أمين حين كان زائرا في هذه البلدة أنه إذا وصل إلى مقره إلى الشام أن يلتمس لنا من شيخنا المذكور الشيخ محمد الطنطاوي بعد تقبيل أياديه بالنيابة عنا سنده بالحديث المذكور فأرسل لنا السيد عبدالقادر أفندي المذكور ورقة من شيخنا المذكور فيها سنده وصورتها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلوة على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد يقول اسير المساوي محمد بن مصطفى الشهير بالطنطاوي حدثنا الشيخ أحمد التميمي المغربي هو أول حديث سمعته منه قال حدثنا الشيخ الأمير الكبير وهو أول حديث سمعته منه قال حدثنا شهاب الدين أحمد الجوهري وهو أول حديث سمعته منه عن شيخه عبدالله بن سالم البصري المكي قال حدثنا محمد بن سليمان المغربي وهو أول حديث حدثنا به حدثنا أبو عثمان سعيد ابن ابراهيم الجزائري وهو أول حديث حدثنا به حدثنا مفتي تلمسان أبو عثمان المقري وهو أول حديث حدثنا به حدثنا ابراهيم القاري أول ما حدثنا قال حدثنا أبو الفتح المراغي أول حديث حدثنا عبدالرحيم العراقي الأثري أول حديثه حدثنا أبو الفتح محمد الميدومي أول حديث حدثنا عبداللطيف بن عبدالمنعم الحراني وهو أول حديث حدثنا به حدثنا أبو الفتح عبدالرحمن بن علي أول تحديثه قال حدثنا أبو سعيد النيسابوري أول حديث حدثنا محمد بن محمد بن محمد الزيادي وهو أول ما حدثنا به قال حدثنا أبو خالد أبي بلال البزاز وهو أول حديث حدثنا به قال حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم العبدي وهو أول حديث حدثنا به قال حدثنا سفيان بن عيينة وإليه ينتهي التسلسل بالأولية على الأصح عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبدالله بن عمرو بن العاص عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء""[7].

 

تدريسه للعلم وتلامذته:

عاد رحمه الله بعد أن أجيز بالتدريس إلى بلدته حمص، وتصدر للتدريس، وأضحى مسند حمص الأول فروى عنه طلاب العلم الحديث بسنده، وكذلك درس الفقه الحنفي.  فمن الدارسين على العلامة المرقوم الشاعر الصوفي العلامة المحقق محمد شاكر المصري الحمصي[8]، المدرس في مسجد مصطفى الحسيني[9].  ومن طالبي العلم الآخذين عليه، والحائزين على فضل الجلسة بين يديه، العالم الصوفي محمد أبو النصر خلف (المتوفي عام 1949م)، رأس الطريقة النقشبندية في حمص، وأحد أعلامها المرادين في بلاد الشام، والمترجم له في أكثر من مؤَلف، وقد أجازه العلامة الأتاسي برواية الحديث بسنده، وروى عن الشيخ خلف جماعة بهذا السند منهم العلامة المحدث الشريف أبو بكر بن عبدالله الحبشي باعلوي الحسيني الحضرمي المكي الشافعي (المتوفي عام 1416 هـ)[10].  ومن الذين درسوا على الشيخ عبدالستار الأتاسي ولازموه ورووا عنه الحديث الشيخ العالم أحمد بن يوسف المسدي[11]، إمام جامع القاسمي ومدرسه[12].  ومنهم أيضا السيد الشريف الشيخ سليمان الكيالي الرفاعي الحمصي[13] رحمه الله صاحب المؤلفات[14]. ومن الذين تخرجوا على يد العلامة الأتاسي الشيخ السيد عبدالحميد الزهراوي الحسيني[15]، نائب حمص في مجلس المبعوثان عام 1909م، والذي أعدمه الأتراك المتحكمون بالخلافة عام 1916م، إذ أن الزهراوي "تلقى الحديث والتفسير والعقائد على يد محدث زمانه، الشيخ الشهير، عبدالساتر أفندي الأتاسي، وقد أجازه شيخه (الأتاسي) بقراءة الحديث وروايته"[16].  ومنهم الشيخ محمد الغنيمي، أخذ عنه بحمص وحضره في درس الفقه الحنفي في الدرر المختار وحاشيته رد المحتار[17]، ومن تلامذته أيضا لشيخ الفقيه الإمام القاضي السيد محمد فؤاد بن أحمد الأتاسي، انظر إجازة المترجم له ملحقة بترجمة السيد فؤاد الاتاسي.

 

اشتهر العلامة الأتاسي بعلم الحديث اشتهارا وتخصص به وقصده الطلاب ليستجيزوه في رواية الحديث، وفي الحقيقة أن علم الحديث وروايته لم يكونا من العلوم قليلة الانتشار الخامدة في القرون الأخيرة من العهد العثماني في مدينة حمص كما ظن الكثير، بل على العكس، وقد اشتهر به آل الأتاسي في تلك المدينة خاصة فقد مررنا على سيرة السادة العلماء عبدالستار الأتاسي، وأولاده سعيد ومحمد وأمين، والشيخ خالد بن محمد وأخيه الشيخ عبداللطيف، وكيف كان لهؤلاء أن أخذوا رواية الحديث عن أعظم محدثي عصورهم حتى أن الشيخ خالد الأتاسي كان مشهوراً برواية البخاري مقصوداً من قبل علماء حمص وغيرها من المدائن لكونه صاحب أقصر سند في روايته، وسنأتي كذلك على ترجمة محدث آخر من آل الأتاسي هو العلامة الأكبر محمد المحمود الأتاسي، أما عالمنا الذي نخصص هذه الصفحات له فلعله كان أكثر هؤلاء شهرة في الحديث وعلومه.

ذكر المترجم في كتاب منتخبات التواريخ لنقيب دمشق الحصني الذي قال عند ذكره أفاضل مدينة حمص وعلماء آل الأتاسي وأعيانهم: "ومن مشاهيرهم العالم الورع الزاهد عبدالستار أفندي بن أمين أفندي"[18].  وترجم له الزهراوي فقال: "تلقى علومه ومعارفه عن والده وعلماء زمانه في حمص ودمشق.  كان مدرسا للفقه الحنفي والتفسير، خصوصا تفسير البيضاوي فكان له عناية خاصة به، والحديث: شرح صحيح البخاري للعلامة القسطلاني والعيني، وله فيها إجازة عالية، والسيرة النبوية، وعلوم اللغة العربية وغيرها"[19].  كما ترجم له الشيخ محمد بن أبي بكر باذيب في كتابه "العرف الوردي"[20]

 

هذا، ولدي صور عن بعض المخطوطات التي صنفها بعض كبار العلماء، كان العلامة الأتاسي قد نسخها بيده، منها مخطوط "شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" للعلامة ابن حجر العسقلاني، و"فتح الباقي بشرح الفيه العراقي" لقاضي القضاة شيخ مشايخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي.

وبقي العلامة الأتاسي على صفاته الندية، وحالته البهية، حتى لحقت به أيدي المنية، فجرعته شربة حتمية، وأدخلته دارا عليّة، وكان ذلك في عام 1327 من الهجرة الموافق لعام 1910م ودفن في المقبرة الأتاسية بعد عمر طويل من نشر العلم والتدريس رحمه الله[21].

 

 

نص إجازة العلامة السيد عبدالساتر الأتاسي للسيد العالم العامل محمد فؤاد الأتاسي[22]

 

الحمد لله الواحد في ذاته، البديع في صفاته، المنزه عن الكم والكيف، الخبير اللطيف، العلي الكبير، والسميع البصير، عالم الخفيات والظواهر، والمطلع على ما كنته الضمائر، منير صدور العلماء [انوار العلم اليقين، وهاديهم إلى صراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم ولا للضالين، والصلوة والسلام على خير النبيين، ورسول رب العالمين، محمد المبعوث بالآيات الباهرات، والمنعوت بأكمل الصفات، منبع الفيوضات القدسية، ومرآة التجليات الإلهية، من أرسل رحمة للعالمينن وإماما للمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه أئمة الدين، المستضيئين بنور هدايته، والمنكشف لهم من حقائق شريعتهن ما زادهم إيمانا وتثبيتا، وبعد، فإن الإجازة هي رابطة العلوم عن وصمة الاندثار، وحافظ لها من دسائس الأغيار، وقد كثر طلبها من الطلبة الأخيار، وتسابقوا على ورود حياضها في الأصال والأبكار، علهم يشربوا علها، ويسوغوا نهلها، ليكونوا أحق بها وأهلها، وكان ممن سبق إلى ذلك، راجيا ما هنالك، ابن عمي الفاضل الأديب، والنقي العالم الأريب، من حاز من كل علم أوفى نصيب، أطاسي زادة السيد محمد فؤاد أفف ابن جناب السيد العالم الكامل السيد أحمد أفف، وطلب أن أجيزه بما تلقاه عني من المعقول والمنقول، كما تلقيته عن العلماء الفحول، فوقفت عند ذلك وقفة الخائف الوجِل، علما بأني لم أكن لذلك آهل، وصرت مترددا بين الإقدام والإحجام، ولكن رأيت الإقدام مما يحيي؟، والإحجام يميت الأثر، فرجحت الإقدام على الإحجام، متطفلا على من سبقني من العلماء الأعلام، فأجزت المومى إليه بما يصح من المنقول روايته، ومن المعفول درايته، كما اجازني بذلك من تلقيت عنهم من الأساتذة الأعلام، والجهابذة الأفاضل الفخام، بالشرط المعتبر، عند أهل الأثر، ومن أجلهم الذي سيدي وسندين وأستاذي ومرشدي وملاذي، المرحوم العلامة المحقق، والفهامة المدقق، والدي السيد محمد أمين أفف الاطاسي، تغمده الله برحمته،  وأسكنه بحبوحة جنته، بحق إجازته من مشايخ متعددين، أجلهم العلامة الفهامة، فقيه زمانه على الإطلاق، ومحدث أوانه بالاتفاق، من عقدت على سعة أفضاله الخناصر، وفاخرت به الأوائل والاواخر، والده السيد عبدالستار أفف الأطاسي المفتي بحمص، بحق إجازته وروايته عن مشايخ متعددين، من أجلهم العلامة الأوحد، والبحر المفضال الممجد، والده السيد الشيخ ابراهيم الأطاسي الأزهري المفتي بمدينة حمص، وأسانيد جدي المومى إليه كثيرة مذكورة في إجازاته المتعددة، فنكتفي بهذا القدر، وهذا وإني أوصي المجاز المومى إليه بما أوصي به نفسي الخاطئة من تقوى الله سرا وعلانية، ومجانبة الفواحش ظاهرها وباطنها، وأن لا ينساني من الدعاء، ونسأله تعالى حسن الختام لنا ولجميع إخواننا المسلمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، في كل وقت وحين، والحمد لله رب العالمين.

 

نص إجازة العلامة السيد عبدالساتر الأتاسي للشيخ العالم العامل محمد الغنيمي[23]

 

حمدا لمن نور قلوب العلماء بأنوار الهداية، وحفظهم من ظلمات الضلالة والغواية، والصلوة والسلام على سيدنا محمد ذي القول الصحيح والفعل الحسن، الناهي عن منكرات الأعمال ومعضلات الفتن، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في كل وقت وزمن، وبعد، فلما منّ الله علي بالاجتماع بالشيخ العامل الفاضل واللوذعي الكامل الأخ في الله الشيخ محمد أفندي بن بن الشيخ عبدالغني الغنيمي شارح القدوري، فوجدت أنوار الصلاح عليه لائحة، وروائح الفضل والكمال والعلم منه فائحة، وطلب من العبد الفقير أن أكتب له إجازة بما تجوز لي روايته عن مشايخي الاعلام، بوأهم الله دار السلام، وذلك بعد ان حضر درسي حين قراءتي للدرر المختار مع حاشيته رد المحتار،في اليوم الثامن من شهر شعبان، فاعتذرت له بأني لست لذلك بأهل، ولا ممن يعد بين أهل الكمال والفضل، ولست كما ظن بأني من أولئك الرجال، ولكن لا بدع في ذلك فإن الكامل لا يرى إلا الكمال، فلما لم  ينجع فيه الاعتذار، وخشيت من التكرار، أجبته إلى سؤاله، على أني أعد ذلك من مزيد لطفه وفضله، فأقول قد أجزت الأخ الفاضل المذكور بجميع ما تجوز لي روايته، وتحل لي درايته، بشرطه المعتبر، عند اهل الحديث والأثر، بحق روايتي عن عدة مشايخ، من اجلهم عندي سيدي وسندي من كان جل انتفاعي عليه، والدي المرحوم الشيخ محمد أمين أفندي، وهو يروي عن والده الشيخ عبدالستار، عليه رحمة العزيز الغفار، فالحمد لله الكريم الجواد على ما من به علي من معاني الإسناد برواية الجد المرحوم ،عن الشيخ المحدث الأثري الشيخ محمد الكزبري وعن الشيخ نجيب القلعي وعن الشيخ شاكر العمري الشهير والده بالعقاد، وأسانيد المشايخ المذكورين في ثبت الشيخ محمد الكزبري العقود اللآلي في الأسانيد العوالي، ومن شيوخي الشيخ محمد الجوخدار، أغدق الله عليه سبحانه عفوه المدرار وقرأت عليه الأربعين العجلونية وسمعت منه جميع مسلسلات ابن عقيلة بصفات تسلسلها حسب الإماكن، ومنهم الشيخ سليمان النقشبندي الأروادي بالإجازة العامة لأهل عصره وكنت منهم، وأيضا أروي عنه بواسطة والدي، فإنه كتب له إجازة مخصوصةـ ومنهم الشيخ سعيد أفندي اليماني مولى مفتي قبرس، وهو يروي عن السيد الجليل سليمان بن محمد بن عبدالرحمن الأهدل، ومنهم الشيخ مسلم الكزبري، والشيخ بكري العطار، والشيخ محمد بن مصطفى بن محمد الطنطاوي بحديث الرحمة فقط، إلى غير ذلك، وأوصي الفاضل المذكور بما أوصاني به كل شيخ مبرور، بتقوى الله في السر والعلن، وإسداء المعروف لمن أساء إليه وأحسن، وأن لا ينساني من صالح الدعوات، بحسن الختام عند الممات وأن يجعلنا جميعا من المخلصين، وأن يحشرنا تحت لواء سيد المرسلين، صلى الله عليه وصحبه أجميعن.

 


 

[1] الجذر السكاني لمدينة حمص-الزهراوي-الجزء السادس، ص 210.

[2] وهو حديث صحيح شريف المقدار عظيم الموقع غزير الفوائدجليل الإسناد متصل التسلسل بالأئمة الدمشقيين، قال أبو مسهر والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ليس لأهل الشام حديث أشرف منه، وقال النووي: اجتمع فيه جملة من الفوائد منها صحة إسناده ومتنه وعلوه ومسلسله وهذا في غاية الندرة، ونقل عن الإمام أحمد أنه إذا كان حدث به جثا على ركبتيه مهابة لهذا الحديث-نقل من خط السيد المحدث لمسند عبالساتر بن أمين بن عبدالستار بن ابراهيم الأتاسي.

[3] الشيخ المحدث السند أحمد بن سليمان الأروادي النقشبندي الخالدي (توفي عام 1275هـ=1858م): علامة لوذعي ومؤرخ وصوفي كبير، من كبار علماء طرابلس، أصله من جزيرة أرواد.  يعد من رجال الإسناد والحديث في عصره.  أخذ العلم عن صاحب الحاشية السيد محمد أمين ابن عابدين، ودرس على السيد العلامة المحدث حامد بن أحمد بن عبيد العطار، والمحدث الشيخ عبدالرحمن الكزبري، وعلى الشيخ خالد النقشبندي العثماني، ففتلقى عنه الطريقة النقشبندية وأضحى من أجلة تلامذته وكبار خلفائه، وأخذ أيضا عن للشيخ أحمد الخلوتي النقشبندي الصاوي، وأخذ الطريقة الأكبرية على الشيخ علي حكشة، ودرس أيضا على السيد حسين بن سليم الدجاني مفتي يافا،  والشيخ أحمد التميمي الخليلي مفتي الديار المصرية، والسيد عبدالرحمن بن حسن الكواكبي مفتي حلب، والشيخ عمر الفيضي، والشيخ مصطفى بن عبدالكريم البدري، الشيخ علي النجاري، والشيخ محمد الفضالي المصري، والشيخ ابراهيم الباجوري، والشيخ عبدالرحمن المنصوري، والشيخ مصطفى البولاقي، والشيخ مصطفى المبلط الاحمدي، والشيخ أحمد الطموس، والشيخ حسن البلتاني، والشيخ عبدالرحمن الأشموني، والشيخ محمد الرومي النقشبندي، والشيخ علي الوفائي، والشيخ خالد الصعيدي، والشيخ عمر البغدادي، والمحدث منصور اليافي المصري، والمحدث الطحطاوي المسري وغيرهم.  وتفرغ للتدريس والعلم ونشر الطريق، فأخذ عنه الكثير من كبار علماء الأمة، منهم السيد محمد أمين الأتاسي، وعلامة الشام السيد بكري بن حامد بن أحمد العطار، والشيخ المحدث الحسن بن عبدالله القسطموني، والشيخ أحمد ضياء الدين الكمشخانوي، والشيخ أحمد بن مصطفى العمري مفتي العساكر العثمانية، والشيخ ابراهيم بن مراد الحموي، والشيخ محي الدين الحبش، والشيخ عبدالفتاح العبد، وغيرهم.  له ما يربو على مائة وعشرين مؤلف ورسالة منها "التاريخ الكبير"، وألفية في علم الأدب، و"مفرجة الكروب بالصلاة على النبي المحب المحبوب"، ومنظومة في أسماء الله الحسنى، و"التبر المسبوك في نهاية السلوك" في علم التصوف، و"النور المظهر في طريقة سيدي الشيخ الأكبر"، و"العقد الفريد في علو الأسانيد" وهو ثبته.  توفي بطرابلس ودفن بمقبرة جامع الدباء.  ترجم له صاحب الأعلام (الجزء الأول، ص )  (وأخذت هذه التجمة يضا من مخطوط ثبت الأروادي العقد الفريد الموجود عند بعض أحفاد السيد أمين الاتاسي، ومصادر عديدة على شبكة المعلومات).

[4] محمد بن سليمان بن محمد الجوخدار (1217-1297=1802-1879م): من مشاهير العلماء بدمشق.  درس على الشيخ سعيد الحلبي، والشيخ حامد العطار، والشيخ محمد أمين عابدين، والشيخ هاشم التاجي، والشيخ عبدالرحمن الكزبري، والشيخ حسن الشطي، وأجازه الشيخ ابراهيم الباجوري والشيخ أحمد التميمي الخليلي.  من طلابه الشيخ بكري العطار، والشيخ محمد خطيب دوما، والشيخ حسين الغزي، والشيخ نجيب العطار وغيرهم.  عين نائباً في محكمة الباب (1278=1863م) مع اشتغاله بالتدريس حتى أنه كان يلقي بعض دروسه في المحكمة، ثم نقل إلى محكمة السنانية، وعاد إلى النيابة في محكمة الباب عام 1290 (1873م) وظل فيها حتى توفي.  تسلم ابنه العلامة سليمان الجوخدار الإفتاء في دمشق فترة.  (علماء دمشق وأعيانها-الحافظ وأباظة-الجزء الثاني، ص 756-757).

[5] أحمد مسلّم بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن الكزبري (1241-1299=1825-1881م):محدث دمشق ونقيب أشرافها وكبير علمائها.  من أسرة شريفة حسنية النسب تسلسل فيهم علم الحديث والتدريس تحت قبة النسر الشهيرة في الجامع الأموي كابرا عن كابر.  ولد بشوال بدمشق، ودرس على والده محدث الشام عبدالرحمن الكزبري، وعلى الشيخ حسن البيطار، والشيخ حسن الشطي، ولازم الشيخ قاسم الحلاق فأجازه، ودرس على غيرهم.  تولى تدريس البخاري تحت قبة النسر (1265هـ)، وكانت قبله على أخيه وأبيه، وظل بها حتى توفي، ودرس أيضا في المدرسة السليمانية.  قدل نقابة الأشراف بعد نفي السيد أحمد العجلاني لحادثة عام 1860م، ثم فصل عنها فأعيدت لبني العجلاني.  توفي في محرم بدمشق فشيع بجنازة حافلة ودفن بالباب الصغير، وقال في وفاته الشاعر الهلالي مؤرخا:

ععلى الدنيا ظلام الحزن خيم
مضى الراوي المحدث عن نبي
ألا أنعم بذي عمل وعلم
لقد نعت البلاد دمشق لما
وضبح الفضل بعد النشر أرّخ:
                  سنــــ1299ـــــــة         

 

 

 

 

 

=

لفقد الكزبري الشيخ المسّلم
عليه ربنا صلى وسلم
له المولى بدار الخلد أنعم
دعا بنقيبها القدر المحتم
ظواه القبر في الشهر المحرم
  21   
 +   333  +90+   536      +      319             

(أخذت الترجمة حلية البشر-البيطار-الجزء الأول، الصفحات 146-147، و166-167، منتخبات التواريخ-الحصني-الجزء الثاني، ص 691، وعلماء دمشق وأعيانها-الحافظ وأباظة-الجزء الثاني، ص775-776).

[6] العلامة محمد بن مصطفى بن يوسف بن علي الطنطاوي (1241-1306ـ=1825-1888): الشيخ العلامة الأزهري الشافعي الفلكي، نزيل دمشقها وأحد كبار أعلامها.  ولد بطنطا ونشأ يتيما فحفظ القرآن على الشيخ محمد الشبروشي، ودرس العلوم الشرعية في جامع السيد أحمد البدوي على الشيخ محمد أبي النجا صاحب الحاشية، والشيخ عبدالوهاب بركات، والشيخ علي حمزة، ثم رحل إلى حلب فقرأ على الشيخ أحمد الترمانيني.  نزل دمشق عام 1255هـ وأخيه، فأخذ الطريقة النقسبندية عن الشيخ محمد الخاني الكبير، وتلقى العلم على المحدث العلامة السيد عبدالرحمن الكزبري، والشيخ سعيد الحلبي، والشيخ عبدالرحمن الطيبي، وعاد إلى مصر فدرس في أزهرها مدة خمس سنين، فأخذ عن الشيخ ابراهيم الباجوري، والشيخ ابراهيم السقا، والشيخ محمد الخضري، والشيخ عليش المغربي، والشيخ مصطفى البلتاني، والشيخ مصطفى المبلط، وبرع في شتى العلوم من فقه وأصول وحكمة وفلك، ورجع دمشق وقد سطع نجمه وعلا قدره، فقصده الطلبة ودرسوا عليه، وكان يقيم في غرفة بجامع سيدي صهيب الرومي حتى عام 1278هـ، ثم انتقل إلى داخل دمشق لما استأجر له الأمير عبدالقادر الجزائري داراً وعهد إليه بأولاده ليدرسوا عليه، فجعل يدرس الطلبة بحجرة في المدرسة الباذرائية.  أخذ عليه عدد كبير من علماء الشام منهم أولاد الأمير عبدالقادرن والشيخ العلامة عبدالمجيد الخاني، والشيخ عبدالرزاق البيطار صاحب الحلية الذي حضر دروسه كلها وأخذ عليه علم الحساب والفلك، والشيخ عبدالساتر الأتاسي، وغيرهم.  صحح الطبعة الأولى من كتاب الفتوحات المكية للشيخ محيي الدين ابن عربي بعد ان قابلها على نسخة قونية المكتوبة بخط المؤلف، وكان ذلك بإشارة من الأمير عبدالقادر. أصلح بسيط ابراهيم بن الشاطر الفلكي في الجامع اللأموي بعد أن طرأ عليه عطل، فلما أراد أن يعيده إلى مكانه وقع وانكسر شطرين، فصنع بسيطا جديدا بذل في صنعه عامين كاملين وجعل حسابه على الأفق الحقيقي، فكان أفضل من الأول، واحتفل بذلك العلماء وقالوا الشعر في هذه الحادثة.  كما أنه صنع بسيطا ثانيا ووضعه بجامع كريم الدين المشهور بجامع الدقاق بالميدان الفوقاني وجعل حسابه على الأفق المرئي.  له رسالة "كشف القناع عن معرفة الاوقات بالارتفاع" في حساب البسيط، وله تقريرات وتحقيقات أخرى وقصائد ذكر بعضها البيطار.  توفي يوم الأربعاء آخر ربيع الثاني وصلي عليه في الأموي بمشهد عظيم ودفن بالباب الصغير بجوار الصحابي بلال الحبشي رضي الله عنه. (أخذت من كتاب حلية البشر-البيطار-الجزء 3، ص 1284-1288، منتخبات التواريخ-الحصني-الجزء الثاتي، 765، تاريخ علماء دمشق-الحافظ وأباظة-الجزء الأول، ص73-77، الأعلام الشرقية-مجاهد-الجزء الثاني، ص 175).

[7] أسماء مشايخه ومسلسلاته أخذت من خط يد المترجم في عدد من المخطوطات اتي نسخها بيده وكذلك من مسودات الإجازات المكتوبة بخطه التي وجدناها عند بعض أحفاده.

[8] العلامة محمد شاكر المصري (1292-1373هـ=1874-1953م): الشيخ العالم المحقق، من مشاهير علماء حمص.  ولد بحمص ودرس على والده مبادئ العلوم، وأخذ  العلوم واللغة التركية عن الشيخ مصطفى الترك، ولازم عددا من العلماء كالعلامة عبدالساتر الأتاسي، والعلامة الكبير محمد المحمود الأتاسي، ودرس على العلامة أحمد صافي، والشيخ عبدالغني السعيدي.  له رسائل عديدة.  عين إماما في مسجد مصطفى باشا الحسيني، ومحررا لديوان الرسائل، وأستاذا في المدرسة العلمية.  انتقل إلى دمشق وتوفي بها ودفن بحمص.  (أخذت من كتاب معالم وأعلام من حمص الشام-شيخاني وكاخيا-ص 440-441).

[9] تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري-الحافظ وأباظة-الجزء الثاني- ص 645.

[10] حمص، دراسة وثائقية-السباعي والزهراوي-ص 299، وبلوغ أماني الأبرار-تركستاني المكي-الجزء الأول-ص 348.

[11] االشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد بن عبدالجليل المسدي (1266-1354هـ=1849-1935م): العالم العامل المربي الفقيه الحنفي.  ولد بحمص لأسرة علمية خرج منها عدة فقهاء على المذهب الحنفي، ويقال أنها سبسبية رفاعية حسينية (لم اطلع على ما يثبت هذا)، ودرس بها، وقرأ أكثر علمه على السيد محمد المحمود الأتاسي علامة حمص الأكبر فلازمه ملازمة تامة وتزوج بابنته السيدة زينب الأتاسي (لم تنجب له)، وقرأ أيضا على محدث حمص السيد عبدلساتر الأتاسي، كما أنه أخذ لطريق على الشيخ الصالح السالك أحمد الطزقلي التركماني.  كان له كُتّاب لتعليم الأولاد مبادئ العلوم درس فيه الكثير من أهل حمص، منهم ابنه الشيخ الإمام لفقيه وصفي المسدي.  تولى الإمامة في مسجد القاسمي، وكان عليه التدريس في ذلك المسجد بين العشائين، فقرأ عليه طلبة العلم تفسير الخازن وحاشية الطحطاوي في الفقه الحنفي.  ولما توفي تولى التدريس والإمامة عنه ابنه الشيخ وصفي المسدي.  تزوج من شريفتين أتاسيتين ومن شريفة عباسية من آل الجندي أنجبت له ابنه الشيخ وصفي.  (أخذت الترجمة من كتاب العرف الوردي-باذيب-ص 35، ومن المقابلة المسجلة للقاء الشيخ وصفي المسدي مع الشيخ زهير الأتاسي).

[12] أخبر بذلك الشيخ وصفي بن أحمد بن يوسف المسدي.

[13] الشريف سليمان بن أحمد بن سليمان بن أحمد السواح الثاني الكيالي الرفاعي (1263-1333هـ=1844-1914م):  من مشاهير علماء حمص.  انتقل جده الشريف أحمد السواح الثاني الكيالي إلى حمص عام 1183 هـ (1764م)، وكان جده هذا قد زار الأستانة فمنحه السلطان مصطفى 395 دونما في قرية مودان وأعفى أسرته من الأموال الأميرية لشرفها بموجب فرمانات.  ولد المترجم بحمص وتلقى على علمائها كالسيد عبدالساتر الأتاسي، والسيد محمد أبو الفتح الأتاسي المفتي، ولبس الخرقة الرفاعية عن السيد أحمد الحريري الحموي، كما درس على نقيب الأشراف يحيى الزهراوي، والعلامة سليم صافي، والسيد محمد سعيد بن الشيخ بكار الزعبي الكيلاني شيخ السجادة القادرية بحمص، والشيخ عبدالغني بن محمد السعيدي الهاشمي، وغيرهم.  وكان خطاطا ماهرا له لوحات خطية كثيرة، كما أنه كتب الفاتحة على حبة أرز.  زار الأستانة (1891م) فالتقى بأبي الهدى الصيادي كان من الذين استعان بهم الشريف الصيادي في كتابة بعض كتبه عن السادة الرفاعية، خاصة كتاب"بهجة الحضرتين في آل أبي العلمين".  أعفيت أسرته "آل الرفاعي" وأبناء عمه "آل الشيخ شريف" الكيالية الرفاعية من الخدمة العسكرية (1984م).  من مؤلفاته: "البشارات الأحمدية في سلوك الطريقة الصوفية"، و"نصح الأمة في التعلم والتعليم للأمور المهمة"، و"الحل والربط في تحسين قواعد الخط"، و"تاج الخطاطين"، و"اللآلي الدرية في مناقب رابعة العدوية وأحوال الصوفية"، و"شموس الملة الإصلامية في شرح القصيدة اللامية"، "الإشعار في جمع نفائس الأشعار"، و"اتحاف الطالب واسعاف الراغب" في بعض فنون أصول الإنشاء والرسم، و"النفحات العطرية في المدائح والموشحات الدرية"، و"طراز العلم في إنشاء القلم" في الخط، و"تحفة المرشد في سعفة المنشد"، و" الحريق السيال في ذكر نسب السادة بني القطب الكيال"، و"الجواهر الصافية في علمي العروض والقافية"، و"بغية المعتاز في حلية الألغاز"، و"حديقة الفكر في حقيقة الذكر"، ، و"الحجج والبراهين في الرد على المحتار في حجة الكتاب والسنة والإجماع والقياس والآثار"، و"فتح المعين في شرح نصائح الأبيات الأربعين"، و"والياقوت في ما جاء في محتكري الطعام والقوت"، و"الحياة الأبدية في سلوك الطريقة المحمدية"، وديوان "نفح القبول في مدح طه الرسول" مبني على الحروف الهجائية، و"إعلام الورى في الرد على القائل بتكفير من قال في دعائه أيا من يَرى ولا يُرى"، و" ضرب السياط"، و"البدر الطالع، و"وختم الإمام الرفاعي".  وتعرف أسرته اليوم في حمص بآل الرفاعي.  (أخذت من كتاب أعلام الأدب والفن-الجندي الجزء الأول، ص 392-393، وحمص دراسة وثائقية-السباعي والزهراوي-ص 285-286، والجذر السكاني الحمصي-الزهراوي-الجزء السادس، الصفحات: 207، 209).

[14] أعلام الأدب والفن-الجندي-الجزء الأول، ص 392.

[15] الشريف عبدالحميد بن محمد شاكر بن ابراهيم الزهراوي الحسيني الحمصي (1288-1334 هـ=1871-1916م): ولد بحمص تلقى على علمائها كالسيد عبدالساتر الأتاسي فأخذ عنه الفقه والحديث، وأخذ اللغة العربية عن الشيخ خالد الفصيح الحمصي، ودرس أيضا على الشيخ عبدالباقي الأفغاني وغيرهم، ودرس في المدرسة الرشدية.  وكان في بادئ حياته عالما فقيها، ثم اتجه إلى السياسة والصحافة.  رحل إلى الأستانة  (1380هـ=1890م)، ثم إلى مصر، فتعرف على كثير من أدبائها وكتابها، وعاد إلى حمص فأصدر جريدة  "المنبر" راح ينقد فيها الحكومة فتعرضت صحيفته للمنع والمصادرة.  عاد إلى الأستانة (1313هـ=1895م) فعكف على المطالعة فيها وحرر مقالات إصلاحية في مجلة "المعلومات" العربية مع صاحبها جميل بك العظم.  عرض عليه منصب القضاء  بعيدا عن العاصمة فرفضه، فأبعد إلى دمشق ووضع تحت الإقامة الجبرية مع راتب شهري.  في دمشق قام بتأليف رسالة "الفقه والتصوف" فصار بسببها بينه وبين بعض علمائها مشادة فوشي به إلى الوالي ناظم باشا الذي أبعده مكبلا إلى الأستانة، ثم أعيد إلى حمص بواسطة السيد أبو الهدى الصيادي.  ألف كتاب "نظام الحب والنبض"، و"ترجمة السيدة خديجة أم المؤمنين"، ورسالة في النحو، ورسالة في المنطق، ورسالة في علوم البلاغة والمعاني والبيان والبديع، وكتاب في الفقه، كما له شعر لطيف.  هرب من إقامته الجبرية بحمص إلى مصر (1320 هـ=1902م) فشارك في تحرير جريدة "المؤيد" ونشر فيها مقالاته الإصلاحية، ولما وقع الانقلاب وأعلن الدستور انتخب نائباً عن حمص وحماة في مجلس المبعوثان (1908م).  وفي الأستانة أصدر جريدة "الحضارة"، وكان من مؤسسي حزب الحرية والاعتدال (1912م)، كما ساهم في تأسيس حزب "الإتلاف"  المعارض لحزب "الاتحاد والترقي"، وقد اندمج الحزبان فيما بعد تحت مسمى حزب "الحرية والإتلاف"، فانتخب الزهراوي وكيلا لرئيس الحزب.  وفي أواخر  دورة المجلس وقع خلاف شديد بين أعضائه أدى إلى فضه وإعادة انتخاب الأعضاء، ولكن الحكومة مانعت إعادة انتخاب الزهراوي، فذهب إلى مصر، ومنها إلى باريس أثناء حرب البلقان ممثلا حزب "الامركزية"في مؤتمر باريس الذي انعقد للمطالة بحقوق العرب في الدولة العثمانية،.وانتخب الزهراوي رئيسا لهذا المؤتمر .  ظل في باريس مدة خمسة أشهر يتابع قرارات المؤتمر ويراسل الاتحاديين حتى تم بينه وبينه اتفاقات ووعود فعاد إلى الأستانة وعين في مجلس الأعيان، وصار يدافع عن الاتحاديين.  وفي عام 1916م طلب إلى المجلس العرفي بلبنان، وهناك اختلى به جمال باشا السفاح، سيق على إثر ذلك بالقطار إلى دمشق مكبلا، وفي 4 رجب عام 1334 هـ (23 نيسان 1916م) شنق في ساحة المرجة مع جملة من الناشطين العرب في دمشق.  (انظر أعلام الأدب والفن-الجندي الجزء الأول، ص11-12، وكذلك ص 49، ومن اعلام حمص-التدمري-ص 41-44، وكتاب عبدالحميد الزهراوي للحلاق).

[16] عبدالحميد الزهراوي-الحلاق-ص 68.

[17] مسودة الإجازة بخط المترجم وجدناها بين بعض المخطوطات عند بعض أحفاده، انظر نصها ملحقا بالترجمة.

[18] الجزء الثاني، ص 925.

[19] الجذر السكاني الحمصي-الزهراوي-الجزء السادس، ص 210.

[20]ص 37.

[21] أخبرني حفيده السيد عبدالنافع بن عفيف بن عبدالنافع بن عبدالساتر الأتاسي أن جده عبدالنافع بن عبدالساتر كان عمره 11 سنة لما توفي والده المترجم، وجده السيد عبدالنافع ولد عام 1899، على هذا تكون وفاة العلامة عبدالساتر في حوالي عام 1910م.

[22] مأخوذة من مسودة الإجازة بخط المترجم، وجدناها بين بعض المخطوطات عند بعض أحفاده.

[23] مأخوذة من مسودة الإجازة بخط المترجم، وجدناها بين بعض المخطوطات عند بعض أحفاده.