أصل الأسرة وتاريخها
مشاهير وأعلام الأسرة
مخطوطات و مستندات
الخط الزمني لآل الأتاسي
كتب و مراجع ذكرت آل الأتاسي
مساجد ارتبطت بآل الأتاسي
مسجد آل الأتاسي الجديد
أشعار
مجلس الأسرة الأتاسية
مكتبة الصور
شجرة العائلة
مواقع ذكرت آل الأتاسي
أخبار العائلة
منتدى آل الأتاسي
مدينة حمص
مواقع جديرة بالزيارة
مسؤولوا الموقع

معالي النائب الوطني الوزير الدكتور عدنان بن محمد هاشم بك بن محمد خالد بن محمد الأتاسي

سفير سوريا

1323-1389 للهجرة = 1905-1969م


الدكتور عدنان الأتاسي على منصة الخطابة بالبرلمان السوري

نشأته ودراسته:

ولد عدنان الأتاسي في السلط عام 1323 (1905م) وأبوه قائمقامها، ونشأ في حمص وفيها تعلم[1]، ثم درس في تجهيز دمشق، ففي ثانوية اللاييك ببيروت[2]، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة دمشق عام 1925 وقد تتلمذ فيها على أعلام عصرهم وزعماء الرعيل الأول أمثال فارس الخوري وفوزي الغزي وشاكر الحنبلي[3].  ثم أوفده والده إلى جنيف فدرس فيها ونال شهادة الدكتوراة من جامعتها عام 1929م وحصل على شهادة معهد العلوم السياسية العليا أيضاً.  وأصبح عالماً في الحقوق الدولية والدساتير، وتعين معيداً في جامعة دمشق بين الأعوام 1932-1937م، فأستاذاً محاضراً عام 1944م، وأستاذا محاضراً له كرسي في الحقوق الدولية عام 1948م[4].

حياته السياسية

وخاض السياسة كما فعل أبوه، أبو السياسيين، فكانت حياته حافلة، ولا عجب فقد جاء إلى الحياة في فترة كان الأتاسيون فيها يترأسون حركة قومية و يتزعمون البلاد.  بدأ كمحام لامع منذ عام 1930م، ثم ترقى في مناصبه فأصبح سكرتيراً في وزارة الخارجية، ثم عين نائب قنصل في اسطنبول عام 1938م، ثم قنصل سوريا في القاهرة عام 1939م، ثم وزيراً مفوضاً في باريس عام 1945 وكان بذلك أول ممثل لبلاده في فرنسا على مستوى رفيع، وكلفه ذلك العام الرئيس شكري القوتلي باجراء المباحاثات مع الحكومة الفرنسية لضمان استقلال سورية الكامل في جميع قطاعاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وحل المشاكل بين الدولتين التي نتجت عند انتهاء الانتداب الفرنسي على سورية، ثم عين وزيراً مفوضاً في المملكة البلجيكية ببروكسل عام 1946م، وأخيراً انتدب الأتاسي وزيراً مفوضاً لسورية في باريس في أوائل عام 1948، وعين في الوقت ذاته ممثلاً لسورية في كل من سويسرا، واسبانيا، وبلجيكا، وهولندا، ولكسومبرغ، وإيطاليا، وظل في منصبه هذا سفيراً لسورية في نصف القارة الأوروبية حتى عام 1952م عندما أراد العودة إلى بلاده ليشارك في النضال الذي حمله الوطنيون على الدكتاتور الشيشكلي[5].

كان الأتاسي من الذين أسسوا حزب عصبة العمل القومي عام 1933 في مؤتمر قرنايل وكان قد شارك في هذا المؤتمر التأسيسي كذلك السيد فكري بن عبدالرزاق الأتاسي، والسيد عبدالدائم الأتاسي، وعبدالرزاق الدندشي، وفهمي المحايري، وصبري العسلي، وجميل الجابي، وهؤلاء كانوا من أركان العصبة التي ضمت الشباب الوطني المثابر وعملت يداً بيد مع الكتلة الوطنية واعتبرت امتدادا لها، وهي الكتلة التي تزعمها والد المترجم وانتمى إليها شيوخ الوطنيين وكبارهم[6].  وانتمى الأتاسي للكتلة النيابية الدستورية عام 1947م قبل أن يصبح من مؤسسين وأركان حزب الشعب، حزب أسرته الأتاسية، ثم صار عضواً ناهضاً في ذلك الحزب مع أبناء عمه الأتاسيين عندما تأسس عام 1948م، وغدا أحد القوى السياسية فيه، ودخل المجلس النيابي، فكان رابع الأتاسيين في المجلس السوري، وخامس نوابهم، وقد كان أولهم، جده خالد الأتاسي، نائباً في مجلس المبعوثان.  وأصبح عدنان الأتاسي نائباً عن حمص مرات عديدة، فانتخب في آب عام 1943م، ثم في آب عام 1947م، ثم في إيلول عام 1954م.  وكان ذا صولة وجولة في المجلس، له زعامته وهيبته، فانتخب رئيساً للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب عام 1944م، كما انتخب نائباً لرئيس الشعبة السورية للاتحاد البرلماني الدولي[7]

وقد شارك الأتاسي في عضوية وفود نيابية لبلدان أخرى ممثلاً فيها بلاده، فقد أوفدته بلاده إلى مجلس الجامعة العربية عام 1948، وعين رئيساً للوفد السوري لدى لجنة التوفيق عام 1949[8]، كما أنه كان أحد المشتركين الثلاثة في محادثات بين سوريا والعراق لربطهما باتحاد، وكان الآخران هما رشدي الكيخيا وناظم القدسي[9]، وكان يمثل حزب الشعب في ميله لتوحيد سوريا والعراق تحت راية واحدة.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد أهّلته خبرته بالسياسة الخارجية ليصبح رئيس الجمعية السورية للحقوق الدولية.  وتولى إلى جانب أعماله النيابية والقنصلية وزارتي العدل والأشغال العامة في 27 كانون الأول عام 1946م[10]، فكان ثالث الوزراء الأتاسيين بعد أبيه هاشم وابن عمه فيضي.  

هذا، وقد تعرض الأتاسي إلى ما تعرض له أجداده وأبناء عمه من التعسف والظلم من ذوي الأمر كلما أخذ هؤلاء بزمام الحكم، فكان في 24 كانون الثاني (يناير) عام 1954م أحد الذين اعتقلهم الدكتاتور الشيشكلي لانضمامهم لحلف حمص وتوقيعهم على الميثاق الوطني الذي قضى بمقاطعة حكم الشيشكلي غير الشرعي.  وكان من ضمن المعتقلين أيضاً ابن عم المترجم، فيضي الأتاسي، وجميع زعماء الأحزاب السياسية كالحزب الوطني وحزب الشعب وحزب البعث والحزب الشيوعي وغيرهم من المدنيين والصحفيين، أما والد المترجم، الزعيم الوطني الأكبر، والذي كان الداعي إلى عقد الميثاق الوطني، فقد اكتفى الشيشكلي بوضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله، وذلك لحرمته عند الشعب، وحتى عند الشيشكلي نفسه[11].  وفي الشهر التالي قام فيصل الأتاسي، ابن عم آخر للمترجم، بانقلاب على الشيشكلي وأعاد السلطة الدستورية للرئيس هاشم الأتاسي، وفك أسر المعتقلين.

وفي نهايات عام 1956 دبر العسكريون، وعلى رأسهم المخرب عبدالحميد السراج، الذين أرادوا تصفية البلاد من حكامها المحبوبين، تهمة الخيانة العظمى وألصقوها بالأتاسي وبثلة من الوطنيين كفيضي الأتاسي، والدكتور منير العجلاني، وصبحي العمري، وعدنان العائدي.  فكان أن اعتقل الأتاسي ومنير العجلاني وسامي كبارة، وجرت محاكمتهم من قبل رئيس المحكمة العسكرية، العقيد عفيف البزري، بتهمة التخطيط لإشراك سوريا بحلف "بغداد"، والذي هندسه رئيس وزراء العراق، نوري السعيد، عاقداً به مواثيق مع تركيا وإيران وبريطانيا والولايات المتحدة.  وأصدرت المحكمة حكم الإعدام على المتهمين المذكورين، بينما برئ آخرون مثل فيضي الأتاسي.  وهنا تدخل الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس شكري القوتلي، فخفف حكم الإعدام واستبدل بالسجن الأزلي.  وفي إيلول (سبتمبر) عام 1960م أصدر عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة آنها، عفواً عن الأتاسي، فأفرج عنه.  واضطر الأتاسي اعتزال السياسية بعد ذلك، فانتقل إلى منفاه في مصر، ومنه إلى بيروت في الثامن عشر من إيلول عام 1961، فمنها إلى تركية فلبث بها بعض الوقت، ثم عاد إلى لبنان عام 1964، ومكث بها ما تبقى من حياته، وقد منع من دخول البلاد حتى وفاته[12].  

 

مؤلفاته:

وكان المترجم إلى جانب المناصب السياسية الكثيرة التي اضطلع بها مؤلفاً وكاتباً مرموقاً له مصنفات في مادة الحقوق والسياسة والقضاء كانت تدرس لطلاب الحقوق في جامعة دمشق، فمن مؤلفاته المطبوعة باللغتين الفرنسية والعربية[13]:

 1)  "شوائب الإتفاق في المعاهدات الدولية"، بالفرنسية، طبع عام 1930.

 2)  "دروس مستعجلة في الحقوق الجزائية الخاصة لعام 1943-1944"، طبع بمطبعة الجامعة السورية عام 1944م ودرّس فيها لطلبة الحقوق.

 3)  "الحقوق الدستورية"، طبع بمطبعة النضال بدمشق عام 1947م.

 4)  "أزمة الحكم في سورية"، طبع عام 1954.

 5)  "الديمقراطية التقدمية الاشتراكية الثورية"، نشرته دار الفكر ببيروت عام 1965.

هذا ومن بين الأوسمة الرفيعة التي نالها الأتاسي لخدماته الجليلة للقضية العربية نذكر وسام الرافدين العراقي، ووسام جوقة الشرف الفرنسي من مرتبة ضابط كبير[14].

وافت الأتاسي منيته، رحمه الله، في بيروت ودفن في حمص عام 1389 للهجرة الموافق للسابع من إيلول (سبتمير) عام 1969 الميلادي[15]، بعد أن خاض في حياته القصيرة من السياسة وأكمل من الأعمال ما لم يقدر عليه المعمرون.

وقد ذكر الأتاسي بأقلام الكثير من السياسيين ووالمؤرخين والصحفيين في مذكراتهم ومؤلفاتهم، وترجم له بتوسع الأستاذ عبدالغني العطري في "حديث العبقريات" فكان مما قال:

"كان سياسياً جريئاً ومثقفاً كبيراً، نشأ في بيت الزعامة والوطنية والحرية.  آمن بالديمقراطية والحرية ورفض تدخل غير ممثلي الشعب المنتخبين بشؤون الحكم.  ولكن عدو الله والشعب والقانون عبدالحميد سراج لم تعجبه هذه المبادئ والمثل العليا، من أجل ذلك لفق له تهمة التآمر والخيانة مع عدد من رجال الوطنية وزج بهم في السجن، وحكم عليه بالإعدام، سجنه وعذبه رغم أنه ابن هاشم الأتاسي، الزعيم الكبير ورئيس الجمهورية الشرعي عدة مرات، وكانت جريمة السراج هذه وصمة عار كبرى في جبين عدو الشعب والقانون.  عدنان الأتاسي، السياسي الشجاع والوطني المجاهد، والمثقف الكبير، ابن رئيس الوطن هاشم الأتاسي، كان أحد ضحايا الحرية والديمقراطية".  وقال في موضع آخر من الترجمة: "كان الدكتور عدنان الأتاسي سياسياً جريئاً ووطنياً مخلصاً، خدم بلاده بعلمه ورجاحة عقله.  تتلمذ في السياسة على والده الرئيس الجليل هاشم الأتاسي الذي كان قطب الرحى في السياسة السورية، وكان ملجأ رجال السياسة الوطنية في الملمات والأحداث، يزود الجميع بحكمته الحكيمة، وآرائه الصائبة، ونظرته الثاقبة إلى الأمور.  كان عدنان الأتاسي ساعد أبيه الأيمن، ومستشاره الأمين في كثير من الأزمات والمواقف الصعبة.  كان عدنان مثقفاً ثقافة عالية، درّس الحقوق الجزائية في كلية الحقوق بدمشق، وتخرج على يديه عدد من خيرة القضاة ورجال القانون، وله عدد من المؤلفات القانونية"، ثم يذكر العطري مؤلفات الأتاسي ويقول: "هذا العلم الغزير والعلم الواسع والمكانة السياسية والاجتماعية والأدبية التي كان يحتلها عدنان الأتاسي لم تشفع له من التهمة اللئيمة التي ألصقها به وبعدد من خيرة السياسيين الضابط المجرم عبدالحميد السراج، فزجهم بالسجن، وحاول إنزال عقوبة الإعدام بهم.  وتبقى فعلته هذه وصمة عار في تاريخه الأسود، وكل تاريخه السياسي وصمات عار لا تمحى ولا تزول"[16]

وجاءت ترجمته كذلك في "معالم وأعلام" لقدامة[17]، و"موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين" للبواب[18]، و"وجوه" لصاحب النقاد[19]، و"الأعلام" للزركلي[20]، و"معجم المؤلفين" لكحالة[21]، وفي كتب "من هم في العالم العربي"[22]، و"من هو في سورية 1949"[23]، و"من هو في سورية 1951"[24] وهذه الكتب الثلاثة الأخيرة هي لجورج فارس، و"معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين" لعياش[25]، و[26]Who`s Who in the Arab World، و International Who`s Who[27]، و Political Dictionary of the Arab World by Shimoni[28]

ويجدر بالذكر أن والدة المترجم هي السيدة وردشان بنت عبداللطيف بن محمد الأتاسي، أما جدته لوالده فهي السيدة رقية السيد سليمان الأتاسي، رحمه الله.