|
النبيل المجاهد الوطني السيد خليل بن العلامة المفتي محمد خالد بن المفتي محمد الأتاسي
من زعماء حمص وأعيانها
زبدة السادة الأشراف السيد خليل أفندي بن محمد خالد أفندي بن محمد الأتاسي. ولد بحمص عام 1889م[1] وتربى بها ودرس العلوم الدينية والعربية على يد والده علامة الشام السيد محمد خالد الأتاسي مفتي الديار الحمصية. كان من أعيان حمص وكبار الوطنيين فيها، شارك في الثورات السورية في حمص وحماة بنفسه وماله، ولما أعلنت الثورة السورية عام 1925م توجه المترجم إلى حماة بصحبة جماعة من ثوار حمص كدلال وعبد الغني النشيواتي وديب السكاف، فاجتمعوا بقائد ثورة حماة فوزي القاوقجي وبأعيان أسرها الكبيرة كآل الكيلاني والعظم والبارودي والشيشكلي، وقرر المجتمعون توقيت ثورة المدينتين معا والتعاون بين ثوار المدينتين على مهاجمة الثكنات الفرنسية، فكان الأمر[2]. وقد حدث ذات مرة أن لجأ إليه كبير ثوار حمص المرحوم نظير النشيواتي هاربا من الفرنسيين الذين كانوا في أثر الأخير عازمين على قتله، فأتى الأتاسي بفكرة تخبئة نظير في تابوت خشبي وحمله على الأكتاف كالميت في الجنازة فلا يتنبه له العساكر الفرنسيون، وقد نجحت الفكرة ونجى النشيواتي بنفسه تارة أخرى من موت مؤكد[3]. ولما كان من زعماء آل الأتاسي فقد كان من الذين قدّموا لخوض غمار السياسة ورشحوا لتمثيل أهالي حمص في الحكومات والمجالس، وكاد رحمه الله أن يتبوأ المناصب إلا أنه وبعد اجتماع عقده كبار السادة الأتاسي تم التشاور في الأمر، فقرر المترجم أن يتنحى عن سبر السياسة ويترك المجال لأخيه الشقيق الرئيس الجليل محمد هاشم بك الأتاسي الذي اجتمعت كلمة الأسرة على دعمه في الانتخابات، حرصا على وحدة صف العائلة[4]. وفي العشرينات من القرن العشرين انتخب خليل الأتاسي رحمه الله عضوا إداريا للجمعية الخيرية الإسلامية فكان من الناهضين بهذا المشروع الخيري الكبير بحمص[5].
توفي رحمه الله عام 1956م بسرطان في المعدة ودفن في المقبرة الأتاسية[6]. هذا ويجدر بالذكر أن والدة المترجم هي السيدة رقية بنت محمد بن ابراهيم بن صالح بن السيد سليمان الأتاسي، أما زوجته فكانت ابنة عمه المرحومة السيدة عائشة بنت توفيق بن محمد بن ابراهيم بن صالح بن السيد الشريف سليمان الأتاسي التي هي أيضا بنت خاله، أما جدته لوالده فمن آل شمسي باشا.