|
مدير المالية والأوقاف السيد المجاهد عادل بن محيي الدين بن حامد آل عماد الدين الأتاسي
من أعيان المجاهدين من السادة الأتاسية
1888-1868م
السيد عادل بن محي الدين بن حامد بن عماد الدين الأتاسي، أحد أعيان السادة الأتاسية والمجاهدين الذين أبلوا بلاء حسنا في ساحة الجهاد. ولد المترجم بدمشق عام 1888م حيث كان يتمركز والده، الضابط بالجيش العثماني، ثم انتقل مع والده إلى مدينة عكا. ولما شب شارك في الأعمال الوطنية ضد الأحزاب التركية العلمانية فكانت النتيجة أنه نفي إلى الأناضول في أواخر الحرب العالمية الأولى. ولما عاد إلى بلاده عين مديراً للمال في سلمية، ثم نقل إلى حلب ومنها إلى حماة في عهد الانتداب الفرنسي فعين مديراً لمال حماة. عاد بعد ذلك إلى حلب حيث عين مديراً للمصرف الزراعي فيها، ثم أضيفت إليه مهمة إدارة أوقاف حلب، ثم أصبح رئيساً لمالية مدينة حلب عام 1943م، وترقى في المناصب فأصبح مفتشاً عاماً للمالية في دمشق، ثم مديراً عاماً للإعاشة خلال الحرب العربية-الاسرائلية، ثم تسلم إدارة البنك العربي بحلب حتى تقاعد من وظيفته عام 1955م، وقد عرضت عليه رحمه الله عدة وزارات إلا أنه رفضها.
ساهم الأتاسي في الأعمال الوطنية ضد الفرنسيين، وأشرف على التنظيمات السرية للحركة الوطنية في البلاد السورية التي قادها زعيم البلاد الشامية الأوحد الوطني هاشم بك الأتاسي، وكان السيد عادل عماد الدين حلقة الوصل بين الزعيمين الكبيرين ابراهيم هنانو هاشم بك الأتاسي خلال فترة الثورة السورية. جاء على لسان ولده الدكتور محمد عدنان الأتاسي في مقال بصحيفة الجماهير:
"فبعد الاستقلال من الفرنسيين أذكر أنني وقتها كنت في الصف التاسع وكانت الانتخابات تجري في ساحة سعد الله الجابري، عندها أمسك يدي الحاج فاتح مرعشلي وقال: [هل تعرف من كان زعيمنا أثناء النضال؟ إنه والدك، فقد كان الزعيم السري الذي ينظم تحركاتنا ويصنع لنا الشيفرات التي كنا نتعامل بها، وكان يتصل بتركيا لتأمين السلاح للمجاهدين. شيفرته كانت مأخوذة من القرآن وقد احتار العدو فيه وفي شيفرته تلك. والدك هو الذي أسهم في إخراج ابراهيم هنانو من السجن]. عندها أدركت أنني ولدت في بيت مجاهد ومناضل، و لا أزال أذكر أنه بعد الاستقلال عرضت عليه وزارات كثيرة إلا أن جوابه ما يزال حاضراً في ذهني، فقد قال: لقد عملت من أجل الوطن"، انتهى الكلام للدكتور محمد عدنان بن عادل الأتاسي[1].
وفي عام 1954م كان للأتاسي دور بارز في الانقلاب الذي أطاح بالدكاتور الشيشكلي وأعاد الرئيس هاشم الأتاسي إلى منصبه الشرعي. وفي بدايات عام 1968م توفي رحمه الله بعد عمر مديد قضاه في خدمة بلاده، جزاه الله على أعماله خيراً[2].
[1] مقالة من جريدة الجماهير-تاريخ 31 يناير (كانون الثاني) 2007، انظر: http://jamahir.alwehda.gov.sy/__archives.asp?FileName=103147228620070131200110.
[2] الترجمة في أغلبها -ما عدا النبذة المأخوذة من صحيفة الجماهير- هي من ترجمة خطية زودني بها جدي المحترم سيادة زياد بك الأتاسي سلمه الله ورعاه.