|
معالي الوزير النائب الوطني المحافظ مكرم بن عبدالكريم بن المفتي محمد خالد بن محمد الأتاسي
النائب والوزير خامس من تولى رئاسة بلدية حمص من الأتاسية
السيد مكرم بن عبدالكريم بن محمد خالد بن محمد أبو الفتح الأتاسي، من أعيان الأتاسية ومن كبار الوطنيين. ولد الأتاسي في حمص عام 1317 للهجرة الموافق عام 1899م ودرس بها، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، ثم تخرج من كلية الحقوق بجامعة دمشق واشتغل بالمحاماة بين عامي 1927-1937م[1]، ثم انتخبه أهالي حمص نائباً في المجلس النيابي في العام 1936، وذلك بعد أن انتخبوا عمه هاشم الأتاسي لنفس المجلس، إلا أن النواب انتخبوا هاشماً الأتاسي رئيساً للجمهورية ذلك العام، فاستقال من النيابة وترك وراءه مقعداً خالياً، فحل محله ابن أخيه مكرم الأتاسي[2]، فكان بذلك رابع النواب الأتاسيين في الدولة السورية الحديثة.
وأعيد انتخابه نائباً عن حمص عام 1946م، ثم أصبح محافظ الجزيرة عام 1950م، ثم محافظاً لدير الزور. وتولى رئاسة بلدية حمص في تشرين الثاني عام 1949م، ثم آل إليه رئاسة مكتب كهرباء حمص وحماة. وفي عام 1956م أصبح مديراً عاماً في وزارة الزراعة[3]. وقد كان الأتاسي منتمياً لحزب عصبة العمل القومي، وصار أمينها العام عام 1936[4]، ثم ترأس حزب الجبهة الوطنية بحمص، ثم انتمى لحزب الشعب مع أبناء عمه الأتاسيين أمثال فيضي وعدنان وأخيه حلمي، ولما أراد الشيشكلي كسب تأييد الأحزاب والشعب رأى أن يجعل في وزارته بعض التمثيل للأحزاب السياسية، فعين الأتاسي وزيراً للزراعة بدلاً من الهنيدي عام 1954[5].
ولما قامت الوحدة بين جمهورية مصر العربية والجمهورية السورية عام 1958 انتمى الأتاسي إلى الاتحاد القومي وانتخب لعضوية لجنة العمل والعمال عام 1959م[6]. والاتحاد القومي كان قد قام في مصر عام 1956 وحل محل الأحزاب السياسية التي حلها جمال عبدالناصر في سوريا إثر قيام الوحدة ولكن لم يأخذ الاتحاد القومي رسمية الحزب السياسي وإن ضم كثيراً من المنتمين للأحزاب المنحلة. هذا وقد انتخب الأتاسي أيضا عضوا لمجلس إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية بحمص[7].
توفي السيد مكرم الأتاسي عام 1965م كما أخبرني جدي السيد زياد الأتاسي.
ترجم له العديدون، منهم قدامة في "معالم وأعلام"[8]، والشيخاني وكاخيا في "معالم وأعلام من حمص الشام"[9]، وجورج فارس في كتاب "من هم في العالم العربي"[10]، وفي "من هو في سورية 1949"[11]، وفي "من هو في سورية 1951"[12]، وله ترجمة كذلك في [13]Who`s Who in the Arab World، وترجم له صاحب النقاد في "وجوه"، والذي قال فيه:
"ليس شخصاً عادياً، لأن إجماع الناس على امتداحه وإطرائه ليس من الأمور السهلة هذه الأيام. لمع اسمه كمحام ذكي إثر نواله شهادة الحقوق، واطمأن الناس إليه كإداري ممتاز منذ أن تسلم مناصب الإدارة في الدولة، فقد كان محافظاً موفقاً في دير الزور، وهو الآن رئيس بلدية حمص، يعمل على تسيير الذئب والغنم في قطيع واحد. انتخبه أهل بلده نائباً عنهم بدلاً من أخيه المرحوم حلمي الأتاسي صريع حادثة الطائرة، ولكنه لم يدخل المجلس لظروف وأسباب كثيرة ظهرت في ذلك الحين. سليل بيت كبير قدم لسورية إلى اليوم أكبر طبقة من الحاكمين، ويتوقع أن يكون حاكماً بدوره في المستقبل في سراي المرجة"[14]. انتهى ما قاله صاحب النقاد في المترجم.
وفي الشجرة الوليدية أن والدة المترجم هي السيدة بهيجة بنت الشيخ المفتي عبداللطيف بن محمد الأتاسي، أما زوجته فهي السيدة سكينة بنت السيد محمد أبي الخير بن خالد بن محمد الأتاسي.