|
قصائد العلامة زكريا الملوحي في مدح الأتاسية
قال العلامة زكريا الملوحي الحافظ مادحا صديقه الشيخ عبدالستار الأتاسي مفتي حمص:
يـا عـابد السـتار راحـك سايـغة |
|
للناهلين وشـمس فضلـك بـازغـة |
والله لـم أحنـث بـمـا سـأقـولـه |
|
للمشـكلات الحـق أنـت النـابـغـة |
لو لم تكـن في حمـص مظهـر نعمة |
|
كانت من العـرفان أضـحت فارغـة |
لا زلت في خـلع الشـريعـة رافـلا |
|
بك قصـدها جمـل المعـارف بالغـة |
وقال أيضا مادحا ابنه العلامة محمد الأتاسي مفتي حمص وحفيده السيد عبدالسلام بن محمد بن عبدالستار الأتاسي:
لعمـري وحيـد فـي العـلـوم محمدُ |
|
تـقـيّ أتـاسـيّ نـقـيّ ممـجــد |
ولا سـيـما النـجل الذي منه قد وفا |
|
زكــي نبيـه بالـفـطـانـة أوحـد |
فأعـنـي بـه عبدالسـلام ومن على |
|
بـداعتـه أهـل المعـارف تشـهـد |
فـأرجـو إلـه العـالـميـن بـأنـه |
|
يمـنحه عـلمـا بـه النـاس ترشـد |
وجـايزتي الأقـلام مـنـه وعـدهـا | أصابـع كـف غيـرها لست أقصـد |
وقال كذلك مادحا السيد عبدالسلام الأتاسي:
أيـا من تـردا بالعـطـاء وبالـوفـا |
|
وسمـوت فخـرا كابـرا عـن كابـر |
خولتني من فيـض جـودك أنعـمـا |
|
كالغيـث يهمـي مـن سحاب ماطـر |
لا أسـتطيـع لهـا الـثنـاء وإنمـا |
|
رمت بـك التفاخـر يا ابـن الفاخـر |
سمـيـت بعـبـد السـلام وحـبـذا |
|
تـلـك الإضـافـة للسـلام الغـافـر |
لا غـرو إن حزت العلـوم جـميعهـا | مـن حـيـث جـدك ذاك عبدالساتـر |
فمن هو العلامة زكريا الملوحي؟؟
العلامة زكريا بن ابراهيم بن علي الملوحي الشهير بـ"الحافظ"(توفي عام 1268هـ=1852م): العلامة العامل والفقيه الكامل، خطيب المسجد النوري الكبير، وأحد كبار علماء حمص في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجري، قارئ حافظ وشاعر كبير. انتقل جده علي الملوحي من قرية السفيرة بحلب إلى حمص، وكانت أسرته قبل انتقالها إلى حمص تتصرف بمملحة الجبول فغلب عليها هذا الاسم. ولد العلامة بحمص بين عامي 1182-1185 هـ، ودرس على علمائها حتى نبغ واشتهر أمره، وكان معروفا خاصة بالقراءات والتجويد وحلاوة التلادة وجمال الصوت وحفظه للقرآن الكريم حتى لقب بـ"الحافظ "وكان يغلب هذا على كنيته في بعض الأحيان فيقال: "الشيخ زكريا الحافظ" كما وجدت في كناش السادة عبالستار ومحمد وخالد الأتاسي رحمهم الله. له أشعار وتأريخات وتشطيرات وتخميسات وموشحات كثيرة، أورد بعضها السيد أدهم الجندي في "أعلام الأدب والفن"، ووجدنا بعضها في كناش مكتوب بقلم تلميذه السيد محمد الأتاسي مفتي حمص. تولى العلامة الملوحي خطابة المسجد النوري الكبير، و عقد فيه حلقات التدريس فتخرج على يديه معظم علماء حمص، ومنهم العلامة السيد محمد أبو الفتح الأتاسي مفتي حمص، وشاعر العصر أمين الجندي، وقد عرف مكان حلقته بـ"المشهد الملوحي". كف بصره في آخر عمره، ولكنه ظل على حاله من جمال اللإلقاء ورخامة الصوت. ترك ذرية من العلماء الصالحين، فتولى ولده العلامة سعيد الملوحي الخطابة بالمسجد النوري الكبير، ثم تولى بعده حفيده الشيخ راغب الملوحي خطابة الجامع الكبير، ثم أخوه أنيس الملوحي أمين الفتوى الحمصية، ولهؤلاء أخا ثالثا هو الشيخ خالد من علماء حمص رحمهم الله.